المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأغلبية حصان طروادة


البرواز و الصورة
11-07-2016, 05:02 AM
http://alqatareya.net/uploads/1468202476621.jpg

صلاح الساير


في كل حوار يدور حول مستقبل المجتمعات العربية و كيفية الخروج من المأزق الراهن و الاستحقاقات المتوجبة لبلوغ الدولة الراشدة و تحقيق الحكم الصالح ، تبرز و بقوة عقدة «الإسلام السياسي» بحجة أنه صاحب الجمهور الأعرض و أن أغلبية الناس تؤمن بأنه الطريق السليم القويم لبلوغ الهدف المنشود . ذلك انه في حال الاحتكام للانتخابــات فإن الإسلام السياسي هو المنتج الديموقراطي الوحيد سواء كانت الانتخابات تجري بين طلبـة أو عمال أو برلمانيين أو أطباء . تلك حقيقة ساطعة لا ينكرها عاقل منصف و صناديق الاقتراع العربية شواهد . بيد ان دروب المستقبل لا يمكن تحديدها على هذا النحو الساذج و الاكتفاء بالتمترس في حجة الأغلبية . ذلك ان المجتمعات تعيد إنتاج ذاتها ، فالمجتمع المتقدم ينتج ديموقراطية متقدمة و المجتمع المتخلف ينتج ديموقراطية متخلفة و ذلك أمر يتضح بصورة كاريكاتورية (انتحارية) في إقبال النساء العربيات على التصويت لمرشحين يرفضون منحهن حق التصويت ! التمسك بالأغلبية و الاستقواء بصناديق الانتخابات لجاجة عربية معهودة تخفي انتهازية خطيرة كادت أن تودي ببعض المجتمعات العربية التي تعرضت لهذه التجارب القاسية و المرعبة . أما الاستناد إلى الانتخابات فيكون في حالة واحدة تتوافر للعرب بعد ترسيخ الثقافة الديموقراطية الحقيقية ، و ذلك أمر لن يتحقق ما لم يتم تحرير المجتمعات العربية من ثقافة الظلام و نشر ثقافة التنوير و الحريات كي تؤتي الديموقراطية أوكلها .

تعليق : نعم إذا كانت الأغلبية هي الاسلام السياسي فهي أغلبية فاشلة و دليل تخلف و هي فعلا" حصان طروادة نحو المجهول و القرون الوسطى بما تمثلة من تخلف و جهل فتبا" لهكذا ديموقراطية ومرحبا" بالديكتاتورية الليبرالية بالمعنى الإيجابي و ليس التسلط . و لكن الليبرالية التي تثقف و تنشر التنوير حتى يكون المجتمع جاهز للانخابات بعقلية عصرية واعية و ليس بعقلية اللحية و الثوب القصير , هذي النوعية مكانها المسجد و لها كامل الحرية لكن بدون الاقتراب من السياسة حتى لا تخرب على نفسها و على المجتمع .