![]() |
الثقب الأسود و مستقبل العرب
http://alqatareya.net/uploads/1408879583961.jpg
سامي النصف يحتفل العالم هذا العام بمرور 100 عام على بدء الحرب الكونية الاولى و لو تمعنا في ماضي اوروبا لوجدناه قريبا من حاضر و حتى مستقبل العرب ، حيث امتلأت القارة القديمة بالحروب الاهلية و الخارجية و الاغتيالات و عمليات الارهاب و استخدمت في حروبها اسلحة الدمار الشامل مثل الغازات السامة التي قتلت الملايين قبل ان تُحرَّم دوليا ، و ان استخدمها لاحقا الاسبان في حربهم ضد قوات الامير عبدالكريم الخطابي كما استخدمها الرئيس عبدالناصر في حرب اليمن و صدام ضد الاكراد والايرانيين . و يصاحب الحروب التي حدثت في اوروبا و غيرها كما هو معروف هجرات و لاجئون و مجاعات و فقر شديد حتى ان الاوروبيين كانوا هم من يتركون بلدانهم للعمل في الدول العربية و الافريقية . و ضمن مذكرات ضابط بريطاني شارك في حملة القائد الانجليزي «كيتشنر» على السودان اواخر القرن التاسع عشر يطلب من زوجته في حال و فاته البقاء في مصر و العمل بها حيث لا مستقبل لها في بريطانيا ، و تظهر صور للدكتور الفلسطيني هشام الشرابي في كتاب ذكرياته المسمى «الجمر والرماد» و هو محاط في منزلهم بفلسطين بمربيات و مدبرات منزل سويسريات و ألمانيات ، و هي ظاهرة بقيت متفشية حتى الستينيات . إن ما نراه من جنون و قتل و دمار و تناحر يمتد من الصومال و السودان و اليمن و سورية و العراق و ليبيا ، و ما يمكن ان يمتد لدول اخرى في المنطقة كما حدث في عرسال بلبنان التي منع انتشار شرارتها التدخل الهادئ و الحكيم للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قد يصبح حالة دائمة و ستتحول موارد الامة الطبيعية الناضبة و على رأسها النفط من البناء و التعمير القائم الى الحرب و التدمير لاقتسام تلك الموارد ، و ستدخل دول اخرى للثقب الاسود العربي الآخذ في الاتساع و قد تمتد الحروب الاهلية التي بدأت خلال الاعوام القليلة الماضية الى عقود طويلة قادمة ليتحول السلام في المنطقة الى هدنات مؤقتة بين الحروب ، و نشهد على اثرها عمليات بلقنة اشد و اقسى من البلقنة الاوروبية التي انتهت منتصف التسعينيات . آخر محطة : (1) كيف استطعنا تحويل التنوع الديني و المذهبي و العرقي الجميل في وطننا العربي من نعمة الى نقمة على يد المتطرفين و المتشددين ؟! (2) و لمن يحتج بتنوع الاديان و الطوائف و الاعراق كسبب للحروب القائمة بالمنطقة نقول : اعطونا دولة واحدة في هذا العالم مكونة من دين و طائفة و عرق واحد ! * نقلا عن صحيفة "الأنباء" الكويتية |
الساعة الآن 03:50 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.