![]() |
بين الحرية و الاعلام
http://alqatareya.net/uploads/1553918000151.jpg
فاروق جويدة كانت فرنسا تحتفل بزواج أول شخصين مثليين بعد أن أصبحت الدولة رقم 14 في العالم التي اصدرت قانونا يبيح زواج الشواذ . لم يتردد الكاتب الفرنسي المحافظ دومنيك فينر ان يذهب الي كنيسة روتردام الشهيرة و امام اكثر من 1500 شخص يطلق الرصاص علي نفسه و يسقط قتيلا .. لم ينس ان يرسل اكثر من رسالة الي اصدقائه الذين قضي بينهم78 عاما و انتهت حياته هذه النهاية الحزينة . مات معترضا علي القانون الذي دارت حوله معارك طاحنة بين المؤيدين و المعارضين .. بين تيار محافظ يدعو الي احترام آدمية البشر .. و تيار آخر يري ان الحرية تسبق كل شيء بما في ذلك الأديان و الأعراف و الأخلاق . علي الجانب الآخر كانت الأوساط الفنية و الثقافية في فرنسا تحتفل في مدينة كان بعرسها السنوي و مهرجانها السينمائي العريق . لم تكن مصادفة ان يفوز المخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش بالسعفة الذهبية اعلي اوسمة مهرجان كان عن فيلمه الأزرق هو اللون الأكثر دفئا و الغريب ان قصة الفيلم تناقش القضية نفسها التي انتحر بسببها الكاتب الفرنسي الشهير , انها زواج المثليين . المخرج التونسي حاول في الفيلم الفائز ان يناقش القضية بأسلوب فني كانت فيه مشاهد كثيرة ساخنة بين فتاتين كما اشار النقاد .. بقدر ما احتفلت فرنسا بالمخرج و فيلمه الفائز بقدر ما تعامل الإعلام التونسي بحذر شديد مع هذا الفوز . و يبدو ان المخرج التونسي انتهز فرصة الصراع الدائر بين القوي السياسية و الفكرية و الاجتماعية في فرنسا حول هذه القضية ليلقي بالفيلم الجريء و يحصد الجائزة . إنها القضية نفسها التي دافع عنها كثير من المبدعين إن الفن رسالة اخلاقية .. بينما يقف فريق آخر يسعي الي إهدار كل القيم تحت ستار الحريات . و يبقي الإنسان حائرا ما بين الأخلاق و الحرية رغم انهما في الحقيقة قضية واحدة لا ينبغي ان نختلف عليها فالأخلاق ينبغي ان تسبق كل شيء بما في ذلك الحرية لأنه لا توجد حرية بلا مسئولية . تعليق : هل ممكن تحديد سقف للحرية ؟ و من له الحق في ذلك ؟ و ما هي الوسيلة بحيث يكون التحديد مقبول من الغالبية ؟ http://alqatareya.net/uploads/1386878253811.jpg |
الساعة الآن 04:12 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.