العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من مواقف مشرفة : رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز رجل يستحق الاحترام , لموقفه من الايبادة في غزة .

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس , 01:28 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,412
أخر زيارة : يوم أمس 04:37 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 محمد أركون .. والأثر الحي



فهد سليمان الشقيران

لم يكن مشروع المفكر الجزائري محمد أركون عادياً ، تختلف معه ربما ، لكن لا يمكن إنكار جهده المكثّف لا في الكتب ولا في الأطروحات فحسب ، وإنما حتى في تكوين بيئة نقاش حيوية تراها في محاضراته المتلفزة وسط حضورٍ من مختلف الأجيال والاتجاهات . قبل أيام من الآن كتب الأستاذ هاشم صالح ، وهو الذي ترجم معظم أعمال أركون من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية ، مقالةً بعنوان : « ماذا تبقى من مشروع محمد أركون ؟». والسؤال فعلياً مناسب ، إذ طالما تساءل الباحثون : هل يختفي المشروع الفكري والفلسفي بموت صاحبه ؟ وقد جاء رأي هاشم صالح كالتالي : « لطالما طُرِح علي هذا السؤال : ماذا تبقى من أركون ؟ وفي كل مرة كنت أشعر بالضيق والانزعاج الشديد . في كل مرة كنت أشعر بالحاجة لكي أرد على الفور قائلاً : لقد بقي منه كل شيء تقريباً . بقي منه تحقيق المصالحة التاريخية الكبرى بين الإسلام والحداثة . بقي منه تحقيق المصالحة التاريخية الكبرى بين الإسلام والنزعة الإنسانية , في زمن الوحشية والهمجية للفصائل المتطرفة التي شوهت سمعة الإسلام عالمياً , ونزعت عن الدين الحنيف كل صبغة إنسانية وكل شفقة أو رحمة . بقي منه تحقيق المصالحة التاريخية الكبرى بين الإسلام والأديان الإبراهيمية الأخرى كاليهودية والمسيحية . بقي منه تحقيق المصالحة التاريخية الكبرى بين المذاهب الإسلامية المتصارعة على مدار التاريخ . وكل ذلك حققه على أسس علمية وتاريخية وفلسفية متينة ». وتعليقي هنا هو أن أركون بالفعل لا يزال أثره حاضراً في الحوارات الفكرية ومبحوثاً في الجامعات . الفكرة الأساسية لأركون هي تصويب مسار التأويلات الخاطئة ، ولهذا أسس لورشة مفاهيم خاصة به ، نجدها في كتبه وبخاصةٍ مؤلَّفه المهم « تاريخية الفكر العربي الإسلامي » الذي أثار الكثير من الجدل في حينه لأنه كتاب اتسم بالموضوعية والشجاعة . ما كان أركون هيّاباً في طرح آرائه بل تعرّض لأعنف حملات التشويه ، ومع ذلك لم يستسلم . لبّ مشروع أركون هو الإنسان ، ولذا حين تستمع إليه وهو يردد مقولة أبي حيان التوحيدي : « لقد أشكل الإنسان على الإنسان »، تلاحظ كيف ارتسمت على محياه ابتسامة إعجاب بهذه المقولة التي تلخص كل أطروحاته تقريباً ، وبالمناسبة فإن أطروحته كانت بعنوان « جيل مسكويه والتوحيدي ». وإذا كانت مهمة الحداثة مناقشة الإنسان بوصفه موضوعاً ، فإن منطلقات أركون « ما بعد الحداثية » تضع الإنسان على مشارط النقد والتشريح بوصفه « إشكالية » على النحو الذي بدأتْه فلسفات الاختلاف ، والتي درست الجنون والعقاب والسجون ضمن المفاهيم الفلسفية الحديثة . منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي وأركون يعمل على التأسيس لبناء مشروعه الفكري النقدي , الذي قرر أن يفحص من خلاله مشكلةَ الفكر الإسلامي بكل تفريعاته . لهذا كانت أطروحاته تمس عصب هذا الفكر بغية مساءلته ومناقشته وتشريحه ، لا لهدمه ، وإنما لإيجاد نقاط تشكّل إمكانات للتجاوز أو القطيعة طبقاً لمخرجات البحث الذي يمارسه . والخلاصة هي أن مشروع محمد أركون لا يزال حياً وفعّالاً ومستمراً ، لا سيما أنه أسس لجيلٍ من الأكاديميين والطلبة وكل هؤلاء المتأثرين به يعتبَرون جزءاً من امتداد مشروع أركون ، ولهذا فإنه يظل باقٍ بيننا حتى بعد رحيله .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 05:01 PM